شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 46)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 46)
- المحتوى
-
547 مثلا: والتي اطلقت على نفسها اسم «قوات العودة إلى بيروت». جموداً تكتيكياً
وعملياتياً بارزاً عززه الميل النفسي نحو الاتكال على الاسلحة البعيدة المدى ذات الصوت
الكبير والتي لا تتطلب التقدم الجريء من قبل المجموعات البشرية الصغيرة المترجلة للتغلغل
إلى داخل المواقع المعادية:
حققت وحدات فلسطينية اخرئ. في المقايل» نجاحاً اكبر حين تخلت عن أسلحتها الثقيلة
عندما تطلبت الظروف ذلك. وكانت هذه الوحدات مدرّبة أصلاً على العمل ضمن مجموعات
صغيرة خفيفة التسليح» فكان من السهل بالنسبة إليها أن تتحول نحو التكتيكات والاشكال
التنظيمية والاسلخة التي تناسب الاعتماد على عنصرها البشري وليس على الاسلحة الثقيلة.
ولم ينطبق ذلك النجاح على حالات الحرب الغوارية خلف خطوط العدو فحسبء بل وأيضاً
خلال المعارك الكبيرة الطاحنة, حيث نجحت الوحدات الصغيرة ذات التسليح الخفيف من
السيطرة على المنطقة المجاورة لسوق الغرب وعلى بحمدون خلال حرب الجبل في صيف ١95/17
(لم تد تتزود بأسلحة ثقيلة, ٠.سوى براجمتين صغيرتين متنقلتين)» » ونجحت حتى في صد الهجمات
المضادة للجيش اللبناني» دون دعم مدفعي أو مدرع. كما أبدت هذه الوحدات مرونة عالية
خلال انسحابها اللاحق من سهل البقاع نحو طرابلسء وثم خلال المعارك التي دارت في
الشمال في نهاية :١545 حيث حاولت أن تحتفظ بالمبادرة الميد انية بواسطة الاغارات الليلية
والهجمات .المضادة المستمرة. وربما يؤدي الاختلاف بالاهداف المرجوة الى ذلك الاختلاف
الشديد في منهجي العمل العسكري: فتتكل المجموعة الاولى على الاسلحة الثقيلة وتتعثر بها.
بينما تعتمد المجموعة الثانية على العنصر البشري ولا تحسب حساب الاسلحة لني أو
المتوسطة سوى اذا سمحت الظروف باستخدامها ضمن تكتيك خلاق. فيريد أصحاب
الاسلحة الثقيلة الظهور بمستوى الجيوش, وبالتالي الدول: المعترف بهاء فيهتمون بامتلاك
أداة عسكرية ذات مظهر مؤشر؛ بينما تقيس المجموعة الاخرى صحة اختيار كل سلاح أو
شكل تنظيمي أو تكتيك قتالي بمدى فعاليته ضد العدو المباشر.
ويدل الاتكال المبالغ فيه على الاسلحة الثقيلة والاشكال التنظيمية الكبيرة وعلى
التكتيكات القتالية الجامدة المرافقة لهاء على حقيقة أن الاستراتيجية السياسية العسكرية
الشاملة التي تبنتها مختلف الاطراف الفلسطينية عملياً. باتت تتسم بسمات منطق الدولة,
وغدت تستخدم الاداة العسكرية كما تستخدمها الدول أي أن حركة المقاومة صارت تخوض
اللعبة السياسية الاقليمية والدولية وتعتمد على التحالفات المصلحية لحماية الذات: وأخذت
تنظر الى دور الاداة العسكرية على انه 0 - نفسي يضمن حداً أدنى: فقطء. من القدرة
علي تنفيذ العمليات الموسمية البارزة وعلى حماية المقر الاداري الفلسطيني في بيروت. وذلك
بدلا من خوض المجابهة اليومية, السياسية والعسكرية ؛ مع اسرائيل ومن الاعتماد على بناء
القوى الذاتية بواسطة العمل السياسي والتنظيمي والجماهيري الدؤوب.
وقد عكس التحول الى الشكل العسكري النظامي الثقيل والجامدء في الجوهرء حقيقة
تغيّر النظرة:إلى المواجهة مع-اسرائيل» رغم /الشعارات المُطلقة. من كونها مواجهة اسياسنية
وعسكرية يومية تستوجب استخدام الاشكال القتالية المتاحة حسب الامكانيات الفلسطينية
والظروف الميدانية والاقليمية» إلى الاعتقاد بأنه يمكن تجميدها ميد انياً أو إرجاوّها الى المحافل
الدولية. وجاء عنصر آخر يرفد هذا الاعتقاد» هو انفجار الصراعات العريية الداخلية في لبنان:
م - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 150-151
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)