شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 51)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 51)
المحتوى
بعد بداية. العام 1574ء إلى موقف دفاعي وجامد على الصعيد العسكري, حيث أخفت
الاحصاءات ,والببلاغاتٍ المضخمة حقيقة أن النسبة الساحقة من العمليات: في ‎١175‏
‏19370 لم تتعدٌ اطلاق النار عبر نهر الاردن أو الاشتباك مع الكمائن الامامية الاسرائيلية.
وجاءت أحداث ايلول (سبتمبر) ‎167١‏ في الاردن» والخروج النهائي في تموز (يوليو) ‎,151/١‏
‏لتغزز المأزق السياسي والعسكري والفكري لحركة المقاومة الذي تمثل بالعجز عن الخروج
بالردوب الناجعة على العوائق والنكسات . ومرّت حركة المقاومة بسنتين عجفاوين بعد الخروج
من الاردن» شهدت خلالها اضمحلال التأييد الشعبي وتقلص حجم القوات نتيجة لفقدان
وجهة السير السياسية. فلاقت م.ت.ف. نفسها في داخل حلقة مفرغة: فقد أدى قصر نظرها
السياسي؛ وضعف منهجها الذي عجز عن تهيئة الأدوات حتى في غياب الرؤية السياسية: إلى
تشجيع الاعضاء والكوادر على هجرتهاء مما زاد من شعور القيادة بالوهن ودفعّها نحو
الاتكال على مصادر قوة بديلة. وقد. ظهر مصدر قوة مغر عقب حرب ‎,١517/7‏ حين بدا أن
الدخول في اللعبة الاقليمية» من خلال الاتفاق مع النظام ألاقليمي العربي؛ يُلغي الحاجة إلى
بناء القوة الذاتية. العسكرية والتنظيمية والجماهيرية: ويؤدي إلى تحقيق بعض المكاسب
شريطة أن تكتفي م .ت.ف. بأهداف متواضعة. وهكذا؛ فقد اكتفت م.ت.ف.. منذ ذلك الوقت»
بالسعي وراء: أهداف مرحلية دون :أن تحدد الاهداف العليا بعيدة المدى. إلا أن صعوية
تحقيق حتى الاهداف المرحلية: بسبب عدم انقلاب موازين القوى ضد اسرائيل» كانت تعني
أن تلك الاهداف لم تكن واقعية بمعيار قابليتها للتحقيق وبمعيار ملاءمة الاداة العسكرية
الفلسطينية لها. فسادَ الغموض بين الاعضاء والجماهير الؤاسعة؛ على حد سواء. حول
طبيعة الهدف المرحلي الذي كانوا يقاتلون من أجله, فهل تمثل بانعقاد مؤتمر جنيف أو
التفاوض مع اسرائيل أو التحالف مع الاردن أم سوريا؟ وهل اقتضى وقف إطلاق النار أم شن
الحرب عبر جميع الجبهات أم الاكتفاء بعمل الارض ال محتلة؟ وهل شكّل العمل العسكري
أولوية أم كان 0 فقطء التواجد وإظهار الذات؟ وأدى غياب الاستراتيجية الشاملة
بالمقاتل إلى عدم تطوير قدراته وتكتيكاته لأنه لم يمد يعرف ما هو المطلوب منه, فهل يتدرب على
قيادة الدبابات لمواجهة تنظيم محلىي ما في صيدا أو صور أو جبل لبنان» أم يتدرب على القتال
الغواري لمجابهة الجيش الاسرائيلي؟ وهل يحتشد ضمن تشكيلات كبيرة تلفت انتباه المراقبين
العالميين ام ينتشر في مجموعات صغيرة ليتجنب الطائرات الاسرائيلية؟
انعكس غياب الاستراتيجية الشاملة بميول سلبية عدة لدى القيادة الفلسطينية . وتمثل
أحدها في السعى المستمر وراء تحقيق المكاسب السريعة. وخاصة الاعلامية منهاء بدلاً من
العمل التنظيمي والجماهيري الدؤوب المثابر الذي يخلق» وحده. أساس التقدم السياسي, مما
حدد المنهج الذي حكم التعامل مع الجانب العسكري للنضال الوطني ويفسر ضعف ملاءمة
الاداة للهدف. كما مالت القيادة الفلسطينية, بسبب افتقارها إلى استراتيجية بعيدة المدى
تقدم المعيار وتفرض الاحتفاظ باحتياطي» نحو بذر الرصيد السياسي والمعنوي والعسكري
(البشري خاصة) دون إعادة بنائه والتعويض عن المستهلك منه. أي أنه لم يتم بناء الكوادر
والأطن والببدائل بصنورة متواصلة الضمان وجوب: الموارد البشنرية: اللازفة. عند الحاجة؛ كما
كانت تفعل «فتح» قبل العام 21975 بل.تم استنفاد المخزون البشري والمعنوي تباعاً كلما
تطلبت الظروف. وربما ساهمت معركة الكرامة: في آذار (مارس) 1574., في خلق حالة من
0
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٥
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 18071 (3 views)