شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 54)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 54)
- المحتوى
-
الفلسطينيء بل تمثل اساسا في تجسيده لشوائب في المنهج العسكري والفكر السياسي
الفلسطيني. فقد دلّ اللجوء الى القصف العشوائي على كسل عقلي وأدى إلى موقف غير مبال,
تجاه خسارة الارواح المدنية: كما دل على فقدان الابداع التكتيكي, حيث كان بإمكان
التنظيمات الفلسطينية واللبنانية الوطنية أن تخرج برد عسكري ناجح على القصف
العشوائي لى أجهدت نفسها قليلاً فحسب. فكان بالامكان إرسال المجموعات الخاصة إلى
داخل المناطق «الانعزالية» لاقتحام مرابض المدفعية العدوة, كما كان بالامكان تركيز كافة
النيران المدفعية الوطنية في دور الرماية المضادة للبطاريات. وكان من شأن هذين الاسلوبين
أن يوقفاء أو على الاقل أن يضعفاء القصف العشوائي المعادي دون ضرر للسكان المدنيين
المجاورين. ولو فعلت القوى الوطنية ذلك. ولى ظهر الطرف الانعزالي وحده بأنه لا يبالي
بالخسائر البشرية بين مدنييه (الذين يزعم حمايتهم والقتال من أجلهم) نتيجة اتباعه لأسلوب
القصف العشوائي وتركيز المدافع في المناطق السكنية, لظهر تمايز شديد أمام جميع المؤاطنين
في الاخلاق السياسية العسكرية لدى الطرفين. بل ان اقناع المواطنين المسيحيين بتمايز
الطرف الفلسطيني اللبناني الوطني عن الخصم الانعزالي بالمناقبية العسكرية ربما كان
سيقنعهم بمساعدة العمل المضاد للبطاريات الانعزالية اما بالكشف عنها اى بمعارضة
تمركزها قرب الاحياء السكنية.
يقدم القصف العشوائي مثالا على نزعة التسليم بالمعطيات الجديدة التي يخلقها
الخصم والعمل على اساسها. فقد لجأ الطرف الفلسطيني اللبناني الوطني إلى اساليب عدة
غير مقبولة اخلاقياً وسياسياً. أو على الاقل غض النظر عن قيام بعض عناصره بهاء كالقصف
العشوائي والتهجير والقتل «على الهوية»؛ والتي بادر الطرف الانعزالي إلى تطبيقها اولاً. وإذا
كانت للطرف الانعزالي دوافع مقنعة (بمنطقه التقسيمي والطائفي) في تبنيه تلك الاساليب:
فلم يوجد أي مبرر لقيام الطرف الآخرء ولم يؤْد تبني نفس الوسائل الانعزالية سوى إلى
مساعدة الخصم على تحقيق قيق أغراضه.
إلا ان المساألة الأخطر هي ان تبني اسلوب القصف العشوائي عكس تفكيراً طائفياً
(بالمعنى السياسي والديني على حد سواء) لدى تلك التنظيمات الفلسطينية واللبنانية التي
مارسته (وهي الغالبية) مماثئلاً للتفكير الذي حمله الطرف الانعزالي. وتمثل جوهر هذا التفكير
باعتبار قاطني المنطقة الواقعة تحت سيطرة الخصم من مناصريه بالضرورة مما يحلل بالتالي
ضربهم بالوسائل المتاحة . ويكشف ذلك الموقف الطائفي تسليماً سهللاً بحقائق سياسية خلقها
الخصم (في وجه معارضة مسيحيين وموارنة كثيرين) أو بالاحرى بحقائق مرّيفة عرف الطرف
الوطني أنها ليست صحيحة لكنه قبل بالزعم الانعزالي لآن ذلك يناسبه سياسياً وعسكرياً,
كما دل ذلك القبول السهل على بؤْس الفكر السياسي الوطني وضعف القناعة بالسمات التي
يشدد نظرياً عليهاء كالعلمانية والعروبة والتقدمية» اذ قبل الطرف الوطني لنفسه بمعاملة
مجموعة بشرية عربية (معادية بسبب الوعي أو التضليلء لا فرق) وكأنها غريبة.
إذا وجدت حاجة إضافية لتثبيت صحة هذا النقدء فإن تجربة معارك طرابلس في نهاية
العام 1147 والحرب ضد المخيمات في ربيع 116 تؤكده. حيث سمحت أطراف فلسطينية
معينة لنفسهاء في الحالة الاولى» بأن تقصف تجمعات سكانية فلسطينية تكان تكون مقدسة
(المخيمات) لمجرد أن خصماً سياسياً كان يسيطر عليها (أوهل أدرك الطرف المهاجم أن أهل
ومن - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 150-151
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22435 (3 views)