شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 55)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 55)
- المحتوى
-
المخيمات لن يرضوا: بسلطانه السياسي؟). كما عادتالاطراف الفلسطينية نفسهاء بالحالة
الثانية, إلى قصف الاحياء الشيعية في بيروت لمجرد أن الطرف الذي كان يهاجم المخيمات هو
شيعي أيضاً (أوهل استسهل القاصفون ضرب المدنيين الشيعة ليس فقط بسيب شعورهم
بأنه يصعب أعادة كسب ود الشيعة مجدداً » بل ولأنهم انتظروا منذ منتصف السبعينات
للتعبير عن استيائهم حيال التحالف مع الطائفة الشيعية وممثليها الصاعدين؟). وقد برّر
الجانب الفلسطيني نفسه. في الحالة الثانية» بأنه كان يبحث عن طريقة سريعة لتخفيف
الضغط على المخيماتء لكن يظهر خطأ هذا الاعتقاد أولا في ان قتال المخيمات نفسها هو الذي
رد المهاجمين وقلب جميع التوقعات. وثانياً في أن عملية ردع الخصم بواسطة الضغط
العسكري على قاعدته البشرية أو بواسطة استنزاف ارادتها السياسية عملية بطيئة للغاية
وكثيراً ما تأتي بنتائج عكسية تماماً. حتى عند استخدام كميات هائلة من الاسلحة والذخائر.
كما اكتشف السوريون في الاشرفية في ١51/4 و915١ وفي زحلة في .151١ وتبقى العبرة
الجوهرية هي .أن منطق القصف العشوائي خاطىء سياسياً واخلاقياً من جذوره: بدليل
سهولة توجيه المدافع الفلسطينية ليس ضد الاعداء المزعومين المسيحيين أو الانغزاليين -
.فحسب بل وضد المسلمين والفلسطينيين انفسهم.
تشير تجربة احتلال بلدة الدامور جنوبي بيروتء في كانون الثاني (يناير) 111/1,
الشكوك الاضافية حول طبيعة البديل الثوري الذي تقدمه حركة المقاومة الفلسطينية. فقد
قام الانعزاليون بإغلاق الطريق الساحلي الذي يربط بيروت والجنوب, رغم التحذيرات المتكررة
ورغم التطمينات بعدم ايذائهم. فقررت حركة المقاومة. مضطرة: أن تعيد فتح الطريق (وكان
دافع ثانوي الرغبة في الانتقام لاحتلال حي الكرنتينا ومخيم الضبيه). لكن قام
الفلسطينيون» خلال عملية احتلال الدامور وبعدهاء بعمليات اغتصاب وذبح ونهبء وهي
عمليات حدثت بالعلم التام لقائد العملية أبى موببى, وهو أيضاً المسؤول المباشر عن عملية
احتلال قرية العيشية المعوولة في نهاية العام 19177, حيث سمح بقتل 718 أسيراً عسكرياً
ورهينة مدنية (إضافة إلى ١5 شخصاً ماتوا في القرية خلال المعركة)؛ وذلك بعد خسارة ١4
شهيداً بعملية سيئة التخطيط لم يكن لها داع. عسكري أصلاً. وقد تعززت المذبحة
الفلسطينية في الد امور بمنع عودة أهلها إليها لسنوات عدة وبإسكان اهل مخيم تل الزعتر
السابقين في البلدة بعد تشريدهم في آب (اغسطس).11177. ومهما كانت الدواعي الموجبة
لاحتلال البلدة بداية» أو لايجاد المأوى لمهجري تل الزعتر لاحقاًء فإن «فاتورة» الدامور في
كانون الثاني (يناير) ١9177 دفع ثمنها أهالي تل الزعتر في آب (اغسطس) ١71 ومن بعدهم
أهالي مخيمي صبرا وشاتيلا في أيلول (سبتمبر) 1947. وربما تتمثل العبرة الأساسية
بالنسبة إلى حركة المقاومة الفلسطينية في المفارقة التالية: فإما أن تطرح هذه الحركة نفسها
بديلاًثورياً. (كمؤسسة وكمنهج) لجميع العرب - وليهود اسرائيل أيضاً مما يستوجب إظهار
ممارسة سياسية - عسكرية جماهيرية بمستوى مسؤولية من يدعي تمثيل مصالح الشعب
بأسرهء أو أن تقرٌ بأنها حركة قطرية تبحث عن مصلحة ضيقة لا تعني سكان دول الطوق
المضيفين في الصميمء مما يعطيهم بالتالي كامل الحق في استضافة أو عدم استضافة أي
شكل من أشكال العمل الفلسطيني على أراضيهم . وثبت في لبنان أن من عجز عن سَلوك
الخيارات. الثورية الصعبة كي يطرح نفسه بديلاً ذا مصداقية. اضطرء نهاية؛ إلى حماية
2 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 150-151
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22436 (3 views)