شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 56)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 56)
المحتوى
استمرار وجوده هناك عبر فرضه بالقوة أو بملامح القوة حين أخفقت «التضبيطات»
السياسية التي لجأ إليها . ويتذكر أهل قرية حناويه قرب صور (على سبيل المثال) والتي
اقتحمتها «القوات المشتركة» ليلا وخطفت وقتلت بعض أبنائها بعد تطويقها وقصفهاء كيف
ترجم البعض في حركة المقاومة إصرارهم على البقاء إلى ممارسة عسكرية فعلية. كما يتذكر
الفدائيون الذين تحولوا إلى شرطة في قرى الجنوب اللبناني مرارة ذلك التحول.
الوسيلة العسكرية إلى أين؟
نقف اليوم أمام أسئلة كثيرة, لها أجوبة محدودة: كلها صعبة. ماذا نريد؟ وهل أن
الهسيلة العسكرية لتحقيق الغايات هي الوحيدة الصالحة أو حتى الأهم؟ وإذا كان الرد
بالايجابء. فما هو شكلها وما هي معاييرها السياسية والأخلاقية؟ هل يوجد معيار أيضاً
لقياس الفعالية بمعيار المردود الفعلي الذي يبدا الشعب الفلسطيني باكتسابه وملامسته بعد
سنوات من العطاء؟ فنرى اننا فقدنا الأهدافء العامة والمرحلية: فلم يعد بإمكان وسائلنا أن
تلائم غاياتنا الغائبة, ولم تعد لدينا الامكانية لتقييم تلك الوسائل وتطويرها أو تغييرها. بل
صرنا نفعل لمجرد أن الفعل مهمء دون معرفة ماذا سنجني وماذا سيخدم., نهاية: ذلك الفعل.
وصار الواحد منا جالساً في مكتبه واسوون في قاعدته. لا يهتم بحفر 'خندق فردي مع أنه
يعلم أن الطيران الاسرائيلي عائد لاصطياده اليوم: كما في الغدء وكما كان في الامس. لكن مع
فقدان الاهداف فقدنا الدافع. وبات يتساءل شعبنا في أماكن تشتته: ماذا استفدنا وماذا
اكتسبنا بفضل دماء الآلاف من آبائنا وامهاتنا واطفالنا؟ فلم يبخل شعبنا بدمه في يوم من
0 وكان يدرك أن تأييد العمل العسكري الفلسطيني سيدفع ثمنه غالياً: وقيل أن يكون
ثمن اقتحام كريات شموناء مثلاء مسح نصف مخيم النبطية. حسب المعادلة العسكرية
الفلسطينية ‏ الاسرائيلية. لكن شعر هذا الشعب أيضاً. بعد مرور السنوات: بأن هناك
تضحيات كان من الممكن تجنبها أى تخفيضها (ولو بواسطة بناء ملاجىّ افضل!) وبأنه كان
من الممكن تحقيق مردود أكبر لحجم تلك التضحيات.
يجب على كل من يقترح تبني استراتيجية فلسطينية تشمل العمل المسلح أو تؤدي إلى
سفك الدماء (أفلسطينية كانت أم غير فلسطينية: لا فرق) أن يتأكد أولاً من استنفاد كافة
السبل الاخرى قبل أن يلجأ الى الوسيلة العسكرية كشكل نضالي. يجب لذلك أن يحدد
الهدف المنشود بوضوح لأن ذلك؛ وحدهء يسمح بتحديد الوسيلة المناسبة بوضوح أكبر تاميناً
لمبدأ تطابق الوسائل مع الغايات: والا ينشاً وضع يتم فيه استخدام أساليب غير مناسبة
تؤدي إلى خسائر فدات بلا ذاع وبلا طائل. ويجب التذكر أن مئات وآلاف الرجال والنساء
والاطفال سيدفعون ثمن كل استراتيجية. ومهما كانت النيات: إلا أنه لا يحق لأحد أن يأتي
بالموت لغيره لأنه مُهمل وغير مستعد لاجهاد نفسه قليلاً لتقدير الموقف بدقة وتقييم التجارب
للتعلم من دروسها وتغيير أساليبه عند الضرورة. فهل انه لا يأبه لعواقب أعماله؟
6
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٥
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22434 (3 views)