شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 58)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 58)
- المحتوى
-
نشاطها ضده!(١). ومن هناء لم تكن المسافة طويلة للوصول الى التعاون والتنسيق بينهما في
هذا المجال لتحقيق اهدافهما المشتركة. فالبريطانيون كانوا بحاجة الى مساعدة اليهود, لأن
قواهم العسكرية التي كانت متواجدة في فلسطين لم تكن كافية؛ في معظم الاحوالء للتعامل
مع الثوار العرب. أما اليهود ٠ فقد تعاونوا مع القوات البريطانية. نتيجة لرغبتهم في التصدي
0 التي كانت شن عليهم من قبل العرب اولا؛ وللمساعدة في انهاء الثورة بأسرع ما
يمكنء حتى لا تتمكن من احراز انتصارات سياسية تذكرء ثانياً؛ وفي الوقت نفسهء استغلال
الأوضاع لتدريب المزيد من رجالهم عسكرياً والحصول على مختلف انواع الأسلحة من خلال
التعاون مع الجيش البريطاني, ثالقاً"). . ومر هذا التعاون الصهيوني - البريطاني في مراحل
6 المد والجزر: تبعاً للأوضاع السياسية التي سادت من فينة الى أخرى.
بدا التعاون في المجال الأمني العسكري بين اليهود والبريطانيين في فلسطين. خلال هذه
المرحلة, في وقت مبكر للغاية. ففي اليوم الأول من الاضراب العربي ١1( نيسان / ابريل
7 سارع الدكتور حاييم وايزمان الى الاتصال بالسلطات مطالباً بتعزيز قوة الشرطة في
تل ابيب بتجنيد المزيد من العناصر لها(). وذلك بعد ان كانت بعض احياء المدينة قد
تعرضت, خلال الايام السابقة: الى هجمات من جيرانها في يافا والقرى العربية المجاورة. وثابر
وايزمان على مطالبته هذه خلال ذلك الاسبوعء ثم وسعها لتشمل تسليح اليهود في كافة انحاء
فلسطين!'). ومنهم. خصوصاً. اولئك الذين يقيمون في مستوطنات نائية. وقد استجابت
السلطات البريطانية لهذه المطاليب,. بشكل او باخرء أذ أوعزت بزيادة دوريات الشرطة في
المناطق القروية. وسمحت لليهوب باستعمال السلاح لحراسة انفسهم0”). كذلك سمح بفتح
صناديق السلاح المختومة, التي كانت موجودة, اصلاًء في عدد من المستوطنات اليهودية,
تسهيلاً لاستعمالهاء بينما زودت المستوطنات الاخرىء التي لم تكن فيها مثل تلك الصناديق
من قبلء بأعداد منها. كما أجيز للمزارعين اليهود بالخروج الى العمل في حقولهم. وهم
يحملون بنادق صيدء ويرفقتهم رجال شرطة مسلحون(١) ان دعت الضرورة الى ذلك. ومع
أواخر شهر أيار (مايو) التاليء تمت الموافقة على تعزيز قوات الشرطة بعناصر جديدة» وبد أت
في الخامس والعشرين من الشهر نفسه: عملية تجنيد ٠ ٠ 4 شرطي اضافيء اطلق عليهم اسم
«خفراء» (نوطريم): وبوشر بتدريبهم وتوزيع السلاح عليهم"). ومع: اسنتمزار. الاضراب
العربي وتدهور الأوضاع الأمنية, استمرت عملية التجنيد ايضاً وازدادء تد ا عدد
الخفراءء فارتفع الى 6٠١ عنصر. ثم الى .)0(071+٠ ليصل الى 58-0 مع بداية ايلول
(سبتمبر)7), والى نحى ٠٠ " خفير مع انتهاء الاضراب العربي في منتصف تشرين الاول
(اكتوير) من السنة نفسها( '). وسّمح لهذه القوات «بالخروج الى ما وراء حدود
[المستوطنات] والقيام بحراسة الحقول والكروم والبساتين»(١١).
وجاءت اقامة قوات الخفر هذه. بالطريقة. التي تم بها ذلك من حيث اعتراف السلطات
البريطانية بها رسمياً وتعاونها مع الوكالة اليهودية في هذا الصددء بمثابة فاتحة مرحلة جديدة
في تطور التنظيمات الصهيونية العسكرية في فلسطين. فقد ادى ذلك الى انتهاء لعبة «القط
والفأر» بين السلطات البريطانية والصهيونية بشأن منظمة الهاغاناه, التي كان البريطانيون,
رغم معرفتهم جيدا بوجودهاء يغضون الطرف عن نشاطهاء وان كانوا يسعون؛ من حين الى
آخر. الى «نزع سلاحهاء اى «ضبطهاءء باقتراح اضفاء الشرعية عليهاء مما يمكنهم, بالتالي»
/اعه6 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 150-151
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22435 (3 views)