شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 59)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 59)
- المحتوى
-
من مراقبتها؛ بينما كان الصهيونيون ينكرون وجودهاء أويقللون من اهميتهاء ويفضلون عدم
البحث في شؤونها مع الآخرين. فالسلطات البريطانية لم تكتف, فقطء باقامة تلك القوات من
خلال الاتفاق والتنسيق المسبقين مع الوكالة اليهودية: بل انها اعتمدت, ايضاً. ضابط ارتباط
بينها وبين الوكالة, هو يهوشواع غوردونء أحد المسؤولين في الهاغاناه. للآشراف على عملية
تجنيد المرشحين لتلك القوات» فاختار معظمهم من بين رجال منظمته؛ وبذلك اصبحت تلك
القوات, عملياً ٠ بمثابة التنظيم العلني والمعترف به للهاغاناه!"'), وقدمت غطاء شبه شرعي
لنشاط المنظمة في المجالات الأخرىء وذلك على الرغم من أن عدداً من رجال المنظمة العسكرية
الصهيونية الأخرى, اتسلء المناوئة للهاغاناه تطوع للخدمة فيها ايضاً("). وقد تنبهت
السلطات لهذا الوضعء فاشترطت, للموافقة على طلب لزيادة عدد تلك القوات قدم اليها مع
انتهاء الاضراب العربيء بأن يتم ذلك بعد نزع سلاح الهاغاناه(*'): وتسليمه لها. ورفض
الصهيونيون القبول بهذا الشرط, وتوقفت عملية التجنيد لفترة ما؛ الا أن استمرار
الاضطرابات الامنية فعل فعله وأدى الى تجميد ذلك الطلب. فمع تجدد النشاط المسلح في
فلسطين, في اواخر العام 1577 واوامّل العام 1477ء وان تم ذلك علّى نطاق ضيقء واتساع
الاستعدادات لاستئناف التمرد ضد البريطانيين» لم توافق السلطات على تجنيد اعداد
اخرى من الخفراء فقطء بل انها قامت, ايضاًء بتوسيع صلاحيات تلك القوات ونطاق عملهاء
0 في اواخر آذار (مارس) 15:77., بالعمل داخل مساحة الاراضي اليهودية في كافة
نحاء فلسطينء وخارجها ايضاً في حال اضطرارها الى مطاردة مهاجميها("!).
ل تقتصر ردود فعل الصهيونيين على الثورة العربية على التعاون مع البريطانيين في
اقامة قوات الخفر فقطء بل تعدتهاء ايضاً. لتشمل واقع قواهم العسكرية بأكملهاء التي كانت
قد تبلورت. مع منتصف الثلاثينات. على شكل منظمتين مستقلتين, هما الهاغاناه واتسل,
تشرف على كل منهما وتدعمها مجموعة من الأحزاب والتنظيمات السياسية الصهيونية. فمع
نشوب الاضراب واتساع نطاقه, ثم اضطراب الأوضاع الأمنية» تجددت الدعوات إلى توحيد
القوى العسكرية الصهيونية: بدمج الهاغاناه واتسل في منظمة واحدة, ومن ثم دعمها
وتقويتهاء لتصبح قادرة على مجابهة التحدي العربي المتوقعء في حال استمرار الثورة واتساع
نشاطها. وعلى الرغم من فشل مثل هذه المحاولات في السابق» فقد كان لها في ضوء الاوضاع
المستجدة, ما يبررها. كذلك؛ كان هنالك أساس, بالنسبة لزعامة الهاغاناه على الأقل, لنجاح
محاولات التوحيد هذه المرة» خصوصاً وانه من بين الأحزاب الاربعة المشرفة على نشاط اتسل,
كان التصحيحيون. وحدهم معنيينء عملياًء باستمرار الانشقاق؛ انطلاقاً من موقفهم
السياسي المعارض لموقف الجناح العمالي المسيطر على الهاغاناه, من اساسه. بينما لم يكن
هذا هو الوضع بالنسبة الى باقي الأحزاب؛ وخاصة الصهيونيين العموميين والمزراحي. وقد
تنبه العمال لهذه الثغرة وركزوا على ضغوطهم عليها. وفي اوائل آب (اغسطس) .١577 وقع
الحاخام مير بار - ايلان» زعيم المزراحي, على اتفاق'') مع بيرل كاتسنلسون, باعتباره
ممقلا للهستدروت والهاغاناهة, يقضي بتوحيد المنظمة مع اتسل يهدف «وضع حد لأية
ازدواجية ولانعدام الانضباط القومي في هذا المجال7"")»: الا ان جابوتينسكي عارض الاتفاق
الذي تم من خلال اعتبار قيام اتسل كمنظمة مسنتقلة ظاهرة من «انعدام الانضباظ القومي»,
وطالب باتفاق سياسي شامل(41)., لا عسكري فقطه بين اتباعه في منظمة الصهيونيين
0204 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 150-151
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22436 (3 views)