شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 65)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 65)
- المحتوى
-
وراحت الهاغاناه تعيد تشكيل قواها على هذا الاساس. ويعد ان انتهت فترة الشهور التسعة
الانتقالية التي حددت لتنفيذ التوحيد مع من التحق من اتسل بالهاغاناه. بد أت قيادة المنظمة
دراسة امكانية اعادة تنظيمها وتدارك النواقص التي كانت تعاني منها على هذا الصعيد,
والتي بانت, بوضوح. خلال الاحداث وأثرت على نشاطها. وتركزت الجهود. بشكل خاصء على
السعي الى تغيير الطابع «الفدرالي» الذي كان يغلب علىٍ علاقات.قطاعات المنظمة وقياداتها
المختلفة ببعضها البعض وتحويلها الى جسم اكثر تماسكاً. وكذلك تلافي النواقص الناجمة عن
وجود قيادة مدنية ومقسمة ة مناصفة بين العمال و«المدنيين» على رأس المنظمة:» على ما يؤدي
اليه مثل هذا الوضع من اثارة للخلافات وعدم القدرة على الحيدم ار ولتلافي هذه النواقص»
قررت ادارة الوكالة اليهودية استحداث منصب جديد سمي «رئيس الاركان القطرية»: خُوّل
من يشغله صلاحية التنسيق بين مركزي الهاغاناه, العمالي «والمدني». وبين قياذتها أيضاً.
وفي تموز (يوليو) عين يوحانان رطنر «رئيساً للاركان القطرية»(*”"). ومع منتصف
تشرين الثاني (نوفمبر) منٍ السنة نفسهاء استكملت عملية اعادة التنظيم: فقسمت فلسطين
الى ا ألوية تضم ١ قطاعاً. عين لكل منها قائد يرتبط مباشرة ب .«ريئّاسة أركان» الهاغاناه في
تل ابيبء وليس بقيادته المحلية. كما اقيم مكتب للتدريب وحددت اسس اعلان حالات
الطوارىء وواجبات اجهزة المنظمة المختلفة وصلاحياتها في مثل هذه الحالة('*). وعلى الرغم
من ان عملية اعادة التنظيم هذه لم تسفر عن تقدم كبيرء اذ بقيت مراكز القوى المختلفة داخل
الهاغاناه على حالهاء فانها ساعدت المنظمةء التي قدر عدد اعضائها آنذاك بنحى 5” الفاً.
منهم نحو ؛ آلاف امرأة('), على توسيع نشاطها في المجالات التي لم يكن هنالك خلافات
حولها. ففي تلك الحقبة, أرسيت اسس صناعة عسكرية. وطوّرت مصلحة المخابرات (شاي),
وبوشر بتدريب يب عدد من العناصر في مجالي البحرية والطيران(١). وفي صيف 2١57/8 أقيمت,
ايضاً. مؤسسة مالية سميت «كوفير هاييشوف» (فدية الييشوف) بهدف تغطية المصاريف
المالية الناجمة عن الأوضاع المضطرية(5).
«ضبط النفس»... والقتل الجماعى
وكان لسياسة التغاون مع البريطانيين التي انتهجتها الؤكالة اليهودية والهاغاناه
انعكاساتها السياسية ايضاًء الي اسفرت عن خلافات اخرى شديدة بينهم من جهة وبين
التصحيحيين ومنظمتهم اتسل من جهة اخرىء بالنسبة لموقف كل من الطرفين من العرب
عامة وكيفية الرد على الهجمات العربية على اليهود خاصة. فالزعامة العمالية ومغها حلفاؤها
من «المندنينين», اي اليمينيين المعتدلين, في الوكالة والهاغاناه على حد سواءء انطلاقاً من
موافقتها على مشروع التقسيم وسعيها الى تحسين شروطه بالنسبة لليهوبء وادراكاً منها ان
تنفيذ ذلك المشروع لن.يتمء في نهاية الأمر, دون موافقة كل من البريطانيين والعرب؛. بصورة
او باخرى, دعت الى انتهاج سياسة ضبط النفس (هفلغاه) عند الرد على الهجمات العربية.
وقضت هذه السياسة بأن يقتصر الردء في مثل هذه الحالات» قدر الامكان, على المسؤولين
مباشرة عن تلك الهجمات او من له علاقة بهاء والامتناع عن التعرض بصورة شاملة للعرب
كافة. وشن الهجمات عليهم وقتلهم دون تمييز. وعلى الرغم من ان بعض قادة الهاغاناه
عرضوا هذه السياسة كأنها ناجمة عن «مبدأ» الحفاظ على «طهارة السلاح»اليهوديء فقد
5 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 150-151
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22434 (3 views)