شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 66)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 66)
- المحتوى
-
كان لهذا الاتجاه. أساساً اعتباراته العملية الكامنة وراءه. فقد سعت قيادة الهاغاناه الى
عدم الوقوع في «الأخطاء» التي ارتكبت خلال الانتفاضات السابقة في فلسطين, والامتناع
عن اضفاء طابع الصراع العربى 2-5 اليهودي على الثورة ف البلد, وبالتالي عدم اللجوء الى
الوسائل التي اتبعها العرب. وبدلا من ذلك التعاون مع السلطة لاعادة الأمن والاستقران الى
نصابهماء من خلال عرض الثوار العرب كمجموعات من الخارجين على القانون .)"١7 كذلك2
قدر الصهيونيون حجم المشاكل الامنية الاقتصادية التي غاناها البريطانيون في فلسطين»
نتيجة للثورة: حق قدرهاء وقرروا الامتناع عن التسبب في زيادتهاء خشية ان ينقلب
البريطانيون عليهم ايضاً!*'). كما كان لسياسة «ضبط النفس» منافعها المادية اذ نتيجة لها
نقلت, 'مثلاء المكاتب الحكومية من يافا العربية الى تل ابيب اليهودية: وافتتح ميناء في المدينة
بعد ان عم الاضراب ميناء يافاء واقيمت قوات الخفر وباقي الوحدات العسكرية اليهودية.
كذلك سهلت هذه السياسة عمليات الاستيطان اليهودي في مناطق مختلفة من فلسطين.
اما التصحيحيون واتسلء فقد انتهجوا طريقاً مغايراً تماماً. نجم عن سياسة مخالفة
لتلك التي انتهجتها القيادة الصهيونية: بزعامة العمال وحلفائهم. فالتصحيحيون لم يكتفوا
باعلان معارضتهم للتقسيم فقط(*") »بل بذلوا كل ما في وسعهم لافشاله. وفي هذا الاطارء راح
جابوتينسكي يطلق نظريات جديدة . فررّاً على دعوات حل القضية الفلسطينية بواسطة اقامة
دولتين» يهودية وعربيةء اطلق جابوتينسكي «نظرية الترحيل», التي دعت الى ترحيل اليهوب
من دول اوروبا الشرقية ونقلهم الى فلسطين وشرق الاردن ليصبحوا اكثرية هناك: تشكل
اساساً لاقامة الدولة اليهودية على المنطقتين بكاملها('١). وفي شباط (فبراين) ١474 وضع
الزعيم التصحيحي في مواجهة مشروع التقسيمء مشروعاً خاصاً به هو «خطة السنوات
العشره("), الهادفة الى ترحيل مليون ونصف المليون يهودي الى «ارض - اسرائيل» خلال ٠١
سنوات . واستكمالا لهاتين النظريتين» أطلق جابوتينسكي ثالثة, هي «سياسة الأحلاف»(4",
داعياً الى التعاون علناً مع الدول التي تريد. التخلص من سكانها 506 والاتفاق معها حول
ذلك؛ مما يخدم مصلحة الطرفين بترحيل اليهود من تلك الدول ونقلهم الى فلسطين. وفيما
كانت القيادة الصهيونية «الرسمية» تصارع لاقرار مشروع التقسيم وتنفيذه. كان
التصحيحيون, ٠ من جهتهم, يقومون بنشاط خاص بهم, ضمن «سياسة الأحلاف»,
وخصوصاً في بولونياء حيث حاولوا التعاون مع سلطاتها في اكثر من ناحية!؟١). واحرزوا
تجاحاً ما:
وانطلاقاً من موقفهم هذاء انتهج التصحيحيون في فلسطين سياسة مخالفة لتلك التي
اتبعتها الوكالة اليهودية والهاغاناه. ففيما كان هؤّلاء يدعون الى التمسك ب «ضبط النفس»»,
ارسل جابوتينسكيء في أواخر نيسان (ابريل) 1477, تعليمات الى اتباعه 0
انه في حال تجدد الاضطرابات في فلسطين والتعرض لليهود » ينبغي عليهم الرب(' '). ولم يتأ
اولئك طويلا للغمل وفق هذه التعليمات . ففي أواخر تموز (يوليى) ,١4137 وبعد ان قل ثلاثة
يهو قام رجال اتسل بشن هجمات على العزبء في عدة اماكن في تل ابيب والقدس, اسفرت
عن سقوط عدد من القتلى والجرحىء مما أثار نقمة العرب ودفع البريطانيين الى اعتقال عدد
من أعضاء بيتار واغلاق جريدتهم «هايردن» (الاردن) لمدة شهر('"). ونتيجة لذلك, تدخلت
الوكالة اليهودية والمجلس ال ملي اليهودي مطالبين بفرض «الانضباطه على «المنشقين», ولكن
536 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 150-151
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22436 (3 views)