شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 70)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 70)
- المحتوى
-
العلاقات بين الهاغاناه واتسل: تدريجياً. الى ما كانت عليه من الكراهية والتنافس, فثابرت:
كل منهما على انتهاج سياستها المستقلة؛ بشكل او بآخر, حتئ اقامة اسرائيل» بينما بقي بن
غوريون على عدانّه الشديد للتصحيحيين الى ما يعد ذلك ايضاً بفترة غير قصيرة.
الاستيطان كاستراتيجية
وعلى صعيد آخرء. شملت سياسة «الخروج الى ما وراء السياج» من خلال «ضبط
النفس» المجال الاستيطاني ايضاء بعد ان احدثت الثورة العربية تغييرات جذرية في مفاهيم
الاستيطان اليهودي في فلسطين. شملت معظم ابعاده وبلورت اعتبارات جديدة له. تحوؤل
معها الى شبه «استراتيجية» قائمة بحد ذاتهاء بقيت اسسها راسخة لفترة طويلة. وتم ذلك2
الى حد ماء تحت ضغوط ضرورة الرد على موقف او نشاط كل من العرب والبريطانيين في هذا
الشأن خلال سنوات الثورة», على ما تخللها من متغيرات.
كان من بين أولى النتائج التي ترتبت على اضطراب الاوضاع الامنية اثر نشوب
الاضطراب العام في فلسطين ثم الصراع المسلح, تقلص نشاط رأس المال الخاص اليهودي
في سوق شراء الاراضي في البلد(*''). بعد ان شعر اصحابه بعدم الاطمئنان على مصير
الاراضي التي قد يشترونها. كما ان حال شركتي بيكا وتطوير اراضي فلسطين اللتين نشطتا
في هذا المجال سابقاًء لم تكن احسن بكثير. اذ كانت بيكا قد توقفت عن شراء الاراضي منذ مدة
غير قصيرة بل راحت تبيع ممتلكاتها الى المزارعين مستأجريهاء بينما كانت شركة تطوير اراضي
فلسطين اشبه «بسيارة تفككت... لا حياة فيهاء( '), بسيب ممارسات يهوشواع حانكين,
العجوز العاجزء الذي رفض التنحي عن ربّاستها. ونتيجة لذلك, نشأ فراغ في سوق شراء
الاراضيء وجدت الكيرن كاييمت.نفسها مضطرة لملئه!("''), ليس بشراء الاراضي من بعد
فقط بل من الافراد اليهوب ايضاً. ولتسهيل مهمة الكيرن كاييمت في هذا المجال: كلفت
الشركة. سنة 1578., بالعمل على شراء. الاراضي واعدادها للاستيطان فقطء بينما احيلت
مصاريف اقامة المستوطنات ودعمهاء التي كانت ملقاة على عاتقها ايضاً حتى ذلك الوقتء الى
الوكالة اليهودية(*" '). وكان لهذا التغيير تأثيره بالنسبة للاستيطان عامة: فقد ادى الى اختفاء
المضاربين من سوق شتراء الاراضيء ومكّن بالتالي الكيرن كاييمت من اعتماد الاسعار التي
تناسبهاء بعد ان اصبحت الجهة الاولى» وفي معظم الاحيان الوحيدة, التي تقوم بشراء
الاراضيء مما حوّلها الى اكبر مالكة للأراضي في فلسطين. ونتيجة لذلك..ارتفعت نسبة ما كانت
الشركة تملكه, من الاراضي التي كانت في حوزة اليهود عامة, من "١,١ بالمئة سنة ١175 الى
بائّة سنة ,.١19141/ بينما انخفضت نسبة ما كان في حوزة المالكين الخصوصيين اليهود
من 4,7" بالمئة الى 3١,١ بالمئة خلال الفترة نفسها(؛ .)١' مما سهل على مؤسسات الاستيطان
الصهيونية تخطيط اقامة المستوطنات على الشكل الذي ترتأيه.
وانطلاقاً من هذا الوضع الجديدء راحت الكيرن كاييمت تبذل كل ما في وسعها لشراء
الاراضي في معظم انحاء فلسطين, وفي مناطق لم يكن لليهود فيها موطئ قدم حتى ذلك الوقت.
دون ان تعطي وزناً كبيراً للاعتبارات الاقتصادية» كما كانت تفعل سابقاً . ولكن مع ذلك لم
تتمكن الشركة من احراز نجاح كبير, بالمقارنة مع الوضع سابقاً. رغم اساليب التحايل والرشوة
التي لجأت اليها(: ''): نتيجة للمعارضة الشديدة التي ابداها الثوار العرب لعمليات بيع
533 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 150-151
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22436 (3 views)